عبير النحاس
كان الوقت الذي تجلس فيه جدتي معي عندما كنت صغيرة؛ لتحكي لي حكاياتها الجميلة؛ من أسعد أوقات حياتي.
جميعنا نحب سماع القصص، وقراءتها، ومشاهدتها عبر الشاشة، كما أعتقد.
كانت القصص أسلوبًا من أساليب القرآن الكريم في تعليمنا، وتوجيهنا، وإخبارنا بحكايات السابقين، وما فيها من عِبَر وحكمة.
وكانت أسلوبًا من أساليب والدينا، وجداتنا، ومعلمينا لتعليمنا أيضًا ..
وهي وسيلة للتسلية في تجمعات البشر.
لعل مهنة الكتابة من أمتع المهن وأجملها وأكبرها أثرًا على الإطلاق.
وربما تريد أن تكون أنت هذا الكاتب يومًا.
دعني أخبرك اليوم: كيف تكتب لنا القصص الجميلة بطريقة صحيحة؛ لتُقدِّم لنا وللأطفال معنا الفائدة والمتعة والبهجة الحقيقية.
فما هي القصة القصيرة؟
القصة القصيرة: هي حكاية كُتِبَت بأسلوب أدبي؛ (أي: أسلوب جميل، متميز، ممتع، ومؤثر)، من خيال الكاتب، أو من الواقع، (فأنت تروي ما رأيته، أو سمعته، أو تخيلته، أو تدمج هذا معًا، فتكون الحكاية مزيجًا من الخيال والواقع)، تبدأ بِحَدَث، ثم عُقْدَة أو أزمة، ثم حَلّ.
وللقصة شروط لا تصح إلا بها وهي:
– البداية.
– العُقدَة.
– الحل أو النهاية.
أي أننا عندما نكتب رسالة، أو نَصِف مشاعرنا، وما نفكر فيه؛ لا نسمي ذلك قصة؛ لأن القصة يجب أن تكون حدثًا له بداية، وعقدة، ونهاية أو حل.
وللقصة أيضًا عناصر مهمة، لا بد من وجودها، وهي:
الشخصية: وهي التي سنحكي عنها، وتقوم بالفعل، أو يحدث معها ذلك الفعل، وقد تكون أكثر من شخصية في القصة، لكن البطولة نعطيها لشخصية واحدة على الأغلب، وقد نتساهل في العدد، لو احتاجت القصة إلى ذلك.
المكان والزمان: علينا أن نخبر القارئ: أين ومتى حدثت القصة، ولو بشكل بسيط، فنقول مثلًا: (في الليل، في النهار، في الجبل، في البلد الفلاني، في بيت الجيران، في غرفتي، في الغابة)، وهكذا.
الحدث: ولا بد من وجوده، فلا معنى لحكاية لم يحدث فيها شيء له قيمة، لكن النقاد فرضوا علينا نحن الكتاب، أن يكون في القصة القصيرة حدث واحد، في مكان وزمان محددين؛ (فلا يجب أن يكون للقصة أزمان عديدة؛ لأنها حينها ستكون رواية، وليست قصة).
وهناك أساليب نعتمد عليها خلال الكتابة؛ لخدمة القصة وتوضيحها وزيادة التأثير والمتعة فيها للقارئ؛ وهي:
اللغة: تكون اللغة التي نستخدمها لغة أدبية راقية، بعيدة عن الألفاظ غير المستحبة، وسهلة كذلك، فلا نلجأ للكلمات الغريبة غير المستخدمة أو القديمة.
الوصف: نقوم بوصف ما تحتاجه القصة فقط، ولا نَصِف لأجل زيادة عدد الكلمات، وإثبات مهارتنا في الوصف مثلًا، فنصف المكان جيدًا، والشخصيات بكل تفاصيلها التي نحتاجها أيضًا، فلا معنى لأن أصف ملابس الرجل، أو شكل شاربه، إن كانت القصة تتحدث عن أمر لا يتعلق بهما.
الحوار: يجب أن يكون قدر الحاجة تمامًا، وأن تعود ككاتب للحوار أكثر من مرة، فتحذف كل كلمة يمكن حذفها، ولا حاجة للقصة بها، ويكون الحوار مساويًا لمستوى شخصياتنا، ليس أعلى ولا أدنى منها، فلا نظهر الطفل يقدم الحكم والمواعظ مثلًا.
السرد: نستخدمه لربط الأحداث، والتنقل بينها؛ أي أننا نحكي القصة من خلال سردها، وبأسلوب سهل سلس بسيط وواضح أيضًا.
ملاحظات مهمة:
يجب أن يكون لدينا فكرة جيدة لنقدمها من خلال القصة، وأن تكون القصة مسلية ومؤثرة، ومفيدة للقارئ كذلك.
فلا نكتب بغير هدف، ولا لِأَجْل أن يقول الآخرون عنا: إننا نكتب، فالكتابة لمن لا يملك الموهبة، ولا يدعم نفسه بالتعلم؛ مشكلة؛ لأنها ستظهر ضعفه، وتكون نتيجتها عكس ما كان يتوقعه.
نحن في منصة عالم زيدو ننتظر قصصكم ومساهماتكم، سنناقشها معكم أولًا، وسننشر الجميل والممتع والمفيد منها كذلك، وسنفرح بأن أقلامكم الرائعة ستُزَيِّن المكان، وتلهم بقية الأطفال.
للقصة شخصية رئيسة، وشخصيات ثانوية، وحدث واحد، في زمان قصير، ومكان محدد.
فإلى الكتابة أيها الرائعون!
نحن ننتظر قصصكم في أقرب وقت؛ لننشرها عبر موقعنا.
ان شاء الله ستكتب منة قصة جميلة قصيرة ومؤثرة ونرسلها اليكم
ونحن بانتظارك يا منة .. أهلا وسهلا
جزاكم الله خيراً
معلومات قيمة
أفادتني كثيراّ
جزيتم خيراً🌹
جزاكم الله خيرا